المملكة العربية السعودية    8001000119  l  الإمارات العربية المتحدة    8003663427  l  مصر   15796 l  الكويت  22063887

أهمية الشركات الصغيرة على صعيد المجتمعات المحلية

تخيل حياتك في مدينتك حين لا تجد بديلاً عن ارتياد المستودعات التجارية الكبرى كلما احتجت إلى التسوق أو تناول وجبة غدائك أو ما سوى ذلك. فالشركات الصغيرة تساهم في رسم طابع المدينة الثقافي، وبدونها تفقد المدن بهجتها وملامح هويتها.

إذ لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر دون الشركات الصغيرة، فهي تبعث الحياة في الاقتصاد المحلي، وتخلق نزعة التعاون والتكاتف حين يساعد الناس بعضهم ويوظف بعضهم بعضاً.

يظهر ذلك بوضوح في مجالَي الأغذية والمشروبات وقطاع المطاعم والمقاهي. فعادةً ما يبتكر أصحاب المطاعم الصغيرة والمتوسطة طرقاً جديدة لتأمين تجربة فريدة وتقديم وجبات عالية الجودة تناسب تفضيلات المجتمعات التي تخدمها وتلبي أذواقها.

وقد سجلت المملكة العربية السعودية في السنة الأخيرة وحدها زيادة بنسبة 24% في أنشطة ريادة الأعمال، ونمواً في التملك التجاري بنسبة 65% في السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك حسب دراسة قام بها المرصد العالمي لريادة الأعمال Global Entrepreneurship Monitor (GEM)

وبالتالي، فمن المهم دعم الشركات الصغيرة لأنها تساهم إلى حدٍ كبير في ازدهار المجتمع. إليك بعض الأسباب التي تجعل من الشركات الصغيرة والمتوسطة ضرورة لأي مجتمع:

تعزيز هوية المجتمع وطابعه الثقافي

تعكس الشركات الصغيرة في العادة ثقافة ومبادئ وميول المناطق حيث تقوم بعملها، فهي خرجت من هذه المجتمعات وتعمل لخدمتها. على سبيل المثال، تضفي المقاهي والمطاعم والمتاجر الصغيرة التي تجدها في شوارع المدينة أو أزقة الأحياء طابعًا فريدًا يمثل المجتمع الذي يضم هذه الشركات.

المساهمة في المجتمع

تسعى الشركات الصغيرة والمتوسطة دوماً إلى المساهمة والمشاركة في تحسين مجتمعاتها، وذلك انطلاقاً من مبدأ أنه كلما زادت إنجازات المجتمع وعمت البهجة بين أفراده، زادت أيضًا ربحية الشركات فيه. يصدق ذلك نتيجة دراسة قام بها موقع Small Biz Trends، حين أظهر أن 52% من الشركات الصغيرة والمتوسطة حول العالم تتبرع بمبالغ لمؤسسات خيرية، و90% من المتبرعين يختارون مؤسسات خيرية تُعنى بقضايا محلية.

التبرع للمؤسسات هو أحد الطرق التي تسمح للشركات الصغيرة بالمساهمة في المجتمع، لكنه ليس الطريقة الوحيدة. كما قد يختار بعض مالكي الشركات الصغيرة والمتوسطة دعم المنتجات أو الخدمات المحلية حصراً واستهداف حملاتهم التسويقية للتعبير عن دعمهم للإعلان عن هذه الشركات المحلية.

إقامة علاقات مباشرة مع المجتمع

يمكنك أن ترى بوضوح كيف يتمتع معظم الشركات الصغيرة بعلاقات مباشرة مع عملائها. على سبيل المثال، من المألوف أن يخدم صاحب مطعم صغير زبائنه شخصيًا، ويحادثهم ويسمع آرائهم، فهو هكذا يتعرف إليهم ويعدل خدماته لتحاكي أذواق مجتمعه. كما أن بعضاً من أصحاب الشركات يكرسون جزءًا من وقتهم لإلقاء محاضرات لإرشاد الشبان والشابات وتشجيعهم على الابتكار وإنشاء مشاريعهم الخاصة.

تعزيز الابتكار والتنوع

تبدأ الشركات الناشئة والصغيرة عادةً في ملء الثغرات التي يعاني منها المجتمع، عن طريق منتجات وخدمات ملهَمة وحلول مبتكرة. ولكن من الصعب إيجاد أفكار جديدة في هذه الأيام. لهذا السبب، يجب على أصحاب الأعمال أن يتميزوا عن غيرهم في الخدمات والمنتجات التي يقدمونها، لكي يجذبوا زبائن أكثر. هذه المنافسة الودية التي تنشأ بطريقة غير مباشرة تحث الشركات الصغيرة على تحسين صورة علامتها التجارية بحيث تصبح الأكثر تفردًا وتميزًا بين الشركات المنافسة، مما يساعد في إحياء المنطقة أو المدينة.

المحافظة على الاقتصاد المحلي

تتعاون الشركات الصغيرة المحلية لضمان ازدهارها وسير عملها كما يجب. على سبيل المثال، سيحتاج مطعم صغير إلى خدمات تنظيف وصيانة، وإلى منتجات طازجة من الشركات المحلية والقريبة جغرافياً بدلاً من اللجوء إلى خدمات احترافية خارجية كما هو الحال في الشركات الكبرى والعلامات التجارية العريقة.

تأمين فرص عمل

وفقًا للدراسة نفسها التي أجراها المرصد العالمي لريادة الأعمال، فإن أكثر من 60٪ من موظفي القطاع الخاص ينتمون إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة مع توقع زيادة هذه النسبة مع اكتساب الشركات الصغيرة المزيد من الدعم.