سجل سوق القهوة السعودي 1.38 مليار دولار في 2024، من المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.67% بين 2025 و2033 ليصل إلى 2.27 مليار دولار بحلول 2033. يعود توسع السوق إلى الأهمية الثقافية للقهوة، وانتشار ثقافة المقاهي المزدهرة بين الأجيال الشابة، بالإضافة إلى المبادرات الحكومية مثل مبادرة القهوة السعودية ضمن رؤية 2030.
ومع هذا النمو يزداد أعداد المقاهي (أو الكافيهات) في المملكة بصورة كبيرة، كما يتنوع الزبائن، فكثيراً ما يخطئ من يظن أن جميع العملاء يأتون إلى المقاهي لنفس الأسباب، إذ يمثل العملاء عدة شرائح مختلفة بتوقعات واحتياجات خاصة بكل منهم، وفهم هذا التنوع هو الأساس لبناء تجربة استثنائية تترك أثرًا عميقًا وتحوّل الزائر العابر إلى عميل وفيّ يرتاد مقهاك باستمرار.
يكمن النجاح الحقيقي في تقديم خدمة مخصصة تلائم كل فئة، حيث تتعدى التجربة تلبية الطلبات لتخلق علاقة شخصية، مثل اقتراح طاولة مثالية أو تذكّر المشروب المفضل للزبون الدائم. تُشعر هذه اللمسات الفردية البسيطة من موظفي المقهى العميل بالاهتمام وتبني لديه شعورًا بالانتماء، مما يزيد ولاءه ويزيد من فرص عودته.
تعرف على أهم 8 أنواع من العملاء الذين يزورون مقهاك واحتياجاتهم والأسباب الشائعة لزيارتهم، فضلاً عن كيفية تحويلهم إلى عملاء أولياء.
-
العاملون عن بُعد
تشير الدراسات إلى زيادة أعداد العاملين عن بُعد لتمثل 18% من الموظفين في منطقة الخليج، وكما سجل أصحاب العمل الحر أكثر من 2.25 مليون شخص في المملكة العربية السعودية في 2024. أصبحت هذه الشريحة تمثل فرصة ذهبية لأصحاب المقاهي، إذ يبحث هؤلاء عن أكثر من مجرد مشروب صباحي، فهم يسعون إلى بيئة عمل متكاملة توازن بين الراحة والإنتاجية.
الإنترنت السريع والمستقر هو حجر الأساس في تجربتهم، فضلاً عن مقاعد مريحة وأركان هادئة تتيح لهم التركيز لساعات طويلة، مع توفر مقابس كهربائية لشحن أجهزتهم باستمرار. وبالطبع، تبقى القهوة الممتازة عنصرًا جوهريًا يمنحهم الدفعة التي يحتاجونها طوال اليوم.
ولكي يتحول مقهاك إلى وجهتهم المفضلة، لا يكفي توفير العناصر السابقة فحسب، بل يجب الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويمكنك تعزيز جاذبية المكان من خلال عروض مخصصة على برامج الولاء وعبر تطبيق المقهى تتيح للعميل قهوة مجانية بعد تجميع عدد من النقاط أو بعد عمل عددٍ من الطلبات، أو تقديم خصومات خاصة في ساعات العمل الصباحية.
-
تجمع الأصدقاء في المقاهي
يشكل الزوار الباحثون عن اللقاءات الاجتماعية وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء شريحة أساسية في أي مقهى ناجح، فهم لا يسعون إلى بيئة عمل أو عزلة، بل إلى أجواء مريحة تشجع على التواصل والاسترخاء. هؤلاء العملاء يقدّرون التفاصيل التي تجعل تجربتهم أكثر دفئًا، بدءًا من المقاعد المريحة التي تسمح بالجلوس لفترات طويلة دون إزعاج، مرورًا بخدمة ودودة يقدمها فريق عمل بشوش يتعامل بمرونة واهتمام، وصولًا إلى قائمة متنوعة من المشروبات والوجبات الخفيفة التي يمكن مشاركتها أثناء الحديث.
لجذب هذه الشريحة، يجب أن تعكس بيئة المقهى طابعًا اجتماعيًا، من خلال ديكور مريح وموسيقى هادئة مبهجة تلائم الأحاديث دون أن تطغى عليها. كما أن توفير طاولات جماعية ومقاعد تتسع للمجموعات يعزز من الإحساس بالترحيب.
إقرأ المزيد: كيف تفتح مقهى ناجحاً: خطة العمل والخطوات الرئيسية
-
محبو التصوير ومراجعات الطعام
يُعدّ إنستجرام أداة قوية للتأثير على عشاق القهوة الذين يبحثون عن تجربة بصرية فريدة تتجاوز المذاق. ففي سوق القهوة المتنامي، لم يعد التميز يقتصر على جودة المشروب، بل يمتد ليشمل الاهتمام بالتفاصيل الجمالية.
لجذب هذه الفئة، قدّم تجربة متكاملة تبدأ من طريقة تقديم القهوة في أكواب مميزة، وصولًا إلى ديكور المقهى الذي يتميز بزوايا تصوير جذابة وإضاءة طبيعية. شجّع الزوار على مشاركة صورهم على إنستجرام ومواقع التواصل الاجتماعي واستخدام هاشتاغ خاص بمقهاك، مما يحوّل كل صورة إلى محتوى ترويجي فعّال يساهم في تعزيز حضورك الرقمي على مواقع المراجعات والتقيم وبناء مجتمع حول علامتك التجارية.
-
عملاء التيك أواي وخدمة طلبات السيارات
يمثل عملاء التيك أواي وطلبات السيارات شريحة أساسية في سوق القهوة، حيث يقدّرون السرعة والكفاءة. لتلبية احتياجاتهم، يجب توفير تجربة شراء عملية ومرنة.
صمم مسارًا مخصصًا لخدمة السيارات، ووفر لافتات واضحة للمساعدة في اتخاذ القرارات السريعة، يمكنك أيضًا إعداد قائمة من المشروبات والوجبات الخفيفة الجاهزة التي يمكن استلامها فورًا، مثل القهوة الباردة والسندوتشات الخفيفة أو السلطات.
بالإضافة إلى ذلك، يفضل توفير خدمة طلب مسبق عبر التطبيق الخاص بالمقهى، مما يسمح للعميل بالدفع والاستلام دون انتظار.
إقرأ المزيد: كيف تبدأ وتدير مقهى ناجحاً في 2025
-
عملاء عطلات نهاية الأسبوع
تُعدّ هذه الفئة من أكثر الفئات شرائاً في سوق القهوة في السعودية وعالمياً إذ يبحثون عن تجربة اجتماعية متكاملة، تفصلهم عما اعتادونه على مدار الأسبوع. لجذبهم، صمم قائمة طعام حصرية لعطلة نهاية الأسبوع تتضمن وجبات فطور متأخرة (برانش) عصرية.
يقدّر هؤلاء العملاء التعامل الودود من فريق العمل خصوصًا خلال الأوقات المزدحمة. ركّز على خلق أجواء مميزة من خلال الديكور والموسيقى التي توفر الراحة والحيوية. في حال وجود طابور انتظار، حوّل هذه اللحظات إلى جزء ممتع من التجربة عبر تقديم عينات مجانية من أصناف جديدة.
-
خبراء القهوة
يأتي عشاق القهوة الحقيقيون إلى المقهى بحثًا عن تجربة متكاملة تتجاوز المذاق، فهم يهتمون بكل تفصيلة في فنجانهم، من مصدر الحبوب إلى تفاعلهم مع صانع القهوة. هؤلاء الذوّاقة يتطلعون إلى قهوة استثنائية ناتجة عن تحميص دقيق وتحضير احترافي، ويعطون أهمية كبيرة لمعرفة بلد المنشأ للبن، كما يقدّرون التفاعل مع باريستا متمكن يمكنه أن يثري تجربتهم بالمعلومات والنصائح.
ولجذب هذه الشريحة، ينبغي الاستثمار في تدريب الفريق ليكونوا خبراء في القهوة قادرين على شرح الفروقات بين الأنواع وتقنيات التحضير، إلى جانب تقديم ملاحظات تذوق واضحة على كل صنف لمساعدتهم في اختيار ما يناسب أذواقهم.
كما يمكنك مشاركة قصص حقيقية عن مزارع البن ومصادره على لوحات معلقة في المقهى لتضيف بعدًا إنسانيًا واحترافيًا يعزز من مكانة المقهى في أعينهم.
-
الزوار والسياح
يمكنك اعتبار السياح من العملاء الذين يترددون على الكافيه الخاص بك من وقت لآخر، فالسائح عميل ذا طابع خاص لا يبحث فقط عن فنجان قهوة، بل عن تجربة ثقافية حقيقية تعكس روح البلد الذي يزوره. إنه شغوف بتذوق النكهات المحلية والتعرف على العادات من خلال الأطباق والمشروبات، ويقدّر الأجواء الأصيلة التي تحكي قصة المكان أكثر من التصاميم العالمية الموحدة.
لجذب هذا النوع من الزوار، يمكن للمقهى أن يبرز أصالته من خلال تقديم مشروبات وأطعمة مصنوعة من مكونات محلية مع توضيح مصدرها وقصص الموردين، إلى جانب توفير قائمة طعام ثنائية اللغة بوصف دقيق يسهل على السائحين الفهم والاختيار.
أما التصميم الداخلي، فيمكن أن يتحول إلى نافذة على الثقافة المحلية من خلال عرض صور تاريخية أو أعمال لفنانين من المجتمع المحلي.
-
طلاب المدارس والجامعات والمعاهد
بالنسبة لطلاب الشهادات والدارسين، يصبح المقهى مساحة بديلة للمذاكرة فمعظم الكافيهات ليست صاخبة مما يجعلها مناسبة لتحسين التركيز وزيادة التحفيز، كما أنها تكسر الملل وتعتبر تغيير للروتين، خاصًة عندما تكون الأجواء في المنزل مشتتة أو غير هادئة.
في المقاهي، الصوت الخلفي الخفيف مثل أحاديث الزوار وصوت تحضير القهوة بيخلق نوع من “الضوضاء البيضاء”، والتي تساعد بعض الأشخاص على التركيز.
سوق القهوة: نصائح لتدريب عاملي المقاهي على كيفية التعامل مع مختلف العملاء
يلعب فريق العمل دورًا حيويًا في تحويل الزائر العادي إلى عميل دائم. إن تدريب فريقك على التعرف على أنواع العملاء وتقديم خدمة مخصصة لهم هو استثمار يثمر في الولاء وزيادة الأرباح.
نصائح لتدريب فريق العمل في مقهاك
- الترحيب بابتسامة: الابتسامة هي لغة عالمية تكسر الحواجز وتجعل العميل يشعر بالراحة منذ اللحظة الأولى لدخوله المقهى. شجع فريقك على الترحيب الحار بكل عميل، لأن هذه اللمسة البسيطة تترك انطباعًا إيجابيًا يدوم طويلًا.
- تشجيع الفريق على فهم أنواع العملاء: درّب فريقك على مراقبة سلوك العملاء وفهم احتياجاتهم. على سبيل المثال، يمكنهم ملاحظة الزائر الذي يأتي حاملًا حاسوبه المحمول، مما يشير إلى أنه يعمل عن بُعد ويحتاج إلى مقبس كهربائي قريب، أو ملاحظة مجموعة من الأصدقاء، مما يشير إلى أنهم زوار اللقاءات الاجتماعية الذين يحتاجون إلى مقعد واسع.
- تمكين الفريق من خلق تجارب لا تُنسى: امنح فريقك الصلاحية لاتخاذ قرارات بسيطة ومبادرات شخصية. على سبيل المثال، يمكنهم أن يقدموا مشروبًا جديدًا للتذوق مجانًا لعميل يتردد كثيرًا، أو تزيين طبقاً بشكل فني ليناسب الأعياد والمواسم. هذه اللمسات البسيطة تُظهر للعملاء أنكم تهتمون بهم بشكل شخصي، وليس فقط كزبائن.
إقرأ المزيد: 7 نصائح من أجل تدريب استثنائي لموظفي المطعم
الخاتمة
أظهرت التجارب والدراسات أن نجاح المقاهي اليوم لا يعتمد فقط على جودة القهوة أو الديكور الجميل، بل يرتكز بشكل أساسي على فهم أنواع العملاء. إن معرفة أنواع زوارك المختلفة وتلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم بشكل شخصي هي الاستراتيجية التي تحوّل الزائر العابر إلى عميل دائم. هذا الفهم العميق للعميل يؤدي بشكل مباشر إلى بناء ولاء أقوى وزيادة المبيعات.
في نهاية المطاف، يمكن القول إن أفضل المقاهي لا تقتصر مهمتها على تقديم القهوة الجيدة فحسب، بل هي أماكن تقدم وتصنع تجربة فريدة للعملاء.
ولتحقيق ذلك، تحتاج إلى نظام نقاط بيع فودكس يدعم رؤيتك ويساعدك على إدارة جميع جوانب عملك بكفاءة. فودكس يمكنك الاعتماد عليه ليكون شريك نجاحك.


