المملكة العربية السعودية    8001000119  l  الإمارات العربية المتحدة    8003663427  l  مصر   15796 l  الكويت  22063887

صيحات الطعام 2022: خمسة توجهات لا يمكنك إغفالها

شكلت السنتان الأخيرتان منعطفاً فارقاً في حياة البشرية بشكل عام والأفراد بصورة خاصة حين ألزمتهم بيوتهم وأوقفت أعمالهم وأبعدتهم عن كثير ممن يحبون. فأعاد كثير من الناس ترتيب أولوياتهم ونقحوا خياراتهم حين شعروا أنهم أمام خطر وجودي لا يمكن مجابهته إلا باتحاد البشرية من أقصاها إلى أقصاها. 

كما عانت الكثير من القطاعات – خاصة تلك المرتبطة بالسياحة والضيافة – من صدمات اقتصادية مهولة فاقت قدرات العديد منها وأخرجتها من سوق العمل، باستثناء تلك التي تحركت بسرعة ورشاقة وحاولت مواكبة الأزمة من خلال تنويع قنوات البيع وتحديث خدماتها وتبني الحلول التكنولوجية الذكية لخفض النفقات وتوفير أعلى قدر من الجودة والكفاءة في التشغيل. 

ومع دخول عامنا الثالث وترقب البشرية أن يكون هذا العام عام الخلاص من ذلك القاتل المتسلسل والمحتال الشرس، يجدر بأصحاب المطاعم والمقاهي رصد أهم التوجهات وصيحات الطعام التي نضجت خلال الشهور الماضية لضمان بقائهم وازدهار أعمالهم، وهو ما سوف نستعرضه في المحاور الخمسة التالية.

1. اللحوم والأطعمة البحرية نباتية المصدر

فودكس صيحات الطعام 2022

تسببت الجائحة بتغير حاد في أمزجة الناس وتفضيلاتها الغذائية ودفعتهم نحو خيارات تراعي الجانب البيئي وتسهم في حمايته والحد من تدمير موارد الأرض. إذ رأى الناس بأم أعينهم زوال سحب الأبخرة التي كانت تجثم على صدر بعض المدن الكبرى، وشاهدوا اقتراب الدلافين والأسماك من الشواطئ التي هجرها الناس، واستمتعوا ببعض ذكريات الطفولة حين راحت قطعان المواشي تسرح دون خوف في شوارع خالية وساحات كانت محظورة عليها لعقود. 

كما أن ظهور تقارير تحذر من العواقب الوخيمة على البيئة إذا استمر استهلاك اللحوم الحمراء واستنزاف الثروة البحرية في الارتفاع جعل الناس يبحثون عن بدائل نباتية تمدهم بما يحتاجونه من قيمة غذائية وتبعدهم في ذات الوقت عن الشعور بالذنب جراء المساهمة في زيادة الاحترار العالمي أو زوال الغابات الطبيعية. وهو ما أعطى بدوره زخماً جديداً للحميات النباتية بدرجاتها المختلفة ابتداءً بتلك التي تتجنب اللحوم الحيوانية فقط ووصولاً إلى تلك التي تتجنب أيضاً لحوم الأسماك وجميع ما تنتجه الحيوانات من حليب وبيض ودهون ومشتقاتها المختلفة.

وهو ما أغرى عدداً من مصنعي المواد الغذائية لإطلاق منتجات تحاكي ما يعشقه الناس من لحوم اعتماداً على مكونات نباتية حصراً كما فعلت شركة “بيوند ميت” Beyond Meat التي تطرح الآن في الأسواق أصابع الهوت دوغ وشرائح البرغر وقطع الدجاج في مغلفات أنيقة تضاهي مثيلاتها من منتجات اللحوم الحقيقية. أما شركة “المأكولات البحرية نباتية المصدر” Plant Based Seafood Co فقد اعتمد مؤسسوها على ماضيهم البحري العريق وخبراتهم في وصفات الطعام البحرية ومذاقاتها ليقدموا للعالم القريدس والسلطعون والمحار في صورة بهية يستحيل على الذواقة كشف أنها جاءت من مصادر نباتية! 

2. المنتجات الغذائية المعزِزة للمناعة 

 فودكس صيحات الطعام 2022

أشعلت تأثيرات كورونا المتباينة على الأفراد وعوارضها الخادعة جدلاً لا يكاد ينتهي حول كيفية مقاومة هذا الفيروس والتصدي له بأساليب طبيعية في متناول الجميع. فانتشرت مقاطع الفيديو ووصفات الأطعمة والمشروبات المبتكرة التي يدعي أصحابها أنها تعزز مناعة الجسم وتقويه. ومما زاد من حدة هذا الأمر نزوع قطاع من الناس إلى رفض أخذ المطعومات التي أنتجتها شركات الأدوية العالمية بذريعة أنها غير مأمونة العواقب أو أنها مؤامرة من طرف الحكومات للتحكم في تصرفات الشعوب وتحديد مصائرهم.

كل ذلك جعل الناس يأخذون موضوع ارتباط الأكل بصحة الجسم بشكل عام وتعزيز المناعة على وجه الخصوص على محمل الجد. إذ صارت الأطباق “الطبيعية” وغير المصنعة على رأس الأولويات، كما احتلت أصناف معينة من الفاكهة والخضار موقعاً لا يتزحزح في قوائم الطعام وبرامج الحميات ذات الشعبية الكبيرة والمتداولة بين الناس. 

ومن هنا يمكننا فهم ذلك الانفجار في الخلطات الصحية الغنية بالحمضيات والثوم والزنجبيل واللوز والكركم، عدا عن المشروبات الساخنة كالشاي الأخضر أو حساء الدجاج أو حتى مثيلاتها الباردة التي تضم أعشاباً قد نسمع عنها للمرة الأولى وتفيد في تعزيز المناعة إضافة إلى تحسين المزاج العام لشاربها!

3. خدمات توصيل الطعام أو استلامه للاستهلاك خارج المطعم

 فودكس صيحات الطعام 2022

ليست خدمات توصيل الطعام أو استلامه بالسيارة أمراً جديداً في حياة الناس، لكن ربما لم يخطر ببال أحد – حتى في أكثر أحلامنا جموحاً – أن يقضي أياماً وأسابيع حبيس داره بأمر حكومي نافذ أو خوفاً من الإصابة بفيروس مجهول الهوية ومعدوم العلاج. وفي ذات الوقت، فوجئ أصحاب المطاعم ومحلات التجزئة بانعدام خيارات العمل أمامهم باستثناء التوصيل الذي تحول إلى شريان الحياة الوحيد الذي يحفظهم من الإفلاس التام والخروج من السوق. وهو ما فتح الباب واسعاً أمام تطور خدمات التوصيل وتبنيها على أوسع نطاق في جميع القطاعات، خاصة في قطاع الأغذية والمشروبات. 

إذ تشير بعض الإحصاءات إلى نمو سوق توصيل الطعام العالمي ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الأخيرة ليصل إلى ما قيمته 150 مليار دولار. كما تشير استبيانات العديد من أصحاب المطاعم والمقاهي إلى انقلاب كامل في مصدر الإيرادات الذي كان معظمه من رواد الصالات ليتحول خلال السنتين الماضيتين إلى طلبات “التوصيل والمنصات والتطبيقات”، مع توقع استقرار مصدر الإيرادات مناصفة بين الطريقتين في آخر الأمر مع زوال إجراءات الحظر وانخفاض مخاطر الجائحة وعودة الناس إلى حياتهم “العادية الجديدة”. 

وقد يظن البعض أن التعامل مع هذا الواقع الجديد ميسور المنال من خلال شراء عدد من المركبات المخصصة وتوظيف طاقم للرد على المكالمات وتحويلها إلى المطبخ، أو حتى من خلال الاشتراك بإحدى منصات توصيل الطعام لتتولى بنفسها دورة العمل هذه من ألفها إلى يائها مقابل مشاركة جزء من كعكة الأرباح معها. لكن متطلبات الجودة وزيادة الضغط على مطابخ المطاعم التقليدية جعل تلك المطاعم تدرك ضرورة نقل عملياتها إلى المطابخ السحابية التي تُعنى بتجهيز الطلبات لغايات التوصيل حصراً لتتمكن من الاستمرار في أداء دورها والحفاظ على رضا عملائها في الصالات وخارجها.

4. ثورة التيك توك واندماجها مع المطاعم

 فودكس صيحات الطعام 2022

أدى جلوس الناس في منازلها – أو قلة تنقلاتهم – لفترات متطاولة من الزمن إلى مزيد من الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي مع ميل نحو تلك التي توفر قدراً أكبر من التفاعل وحيوية أعلى في المضمون. ومع صعود التيك توك كأسرع منصة اجتماعية نمواً على مستوى العالم وأكثر التطبيقات تنزيلاً في متجر آبل، تحولت جهود المطاعم والمؤثرين في مجال الأغذية شطره وأصبح قِبلتهم الأولى بغير منازع.

أما المحتوى الذي يمكن مشاركته فهو يتنوع ما بين وصفات منزلية سريعة، إلى تصوير ردهات المطاعم وإطلالتها لاستقطاب مزيد من الزوار، أو عرض الأطباق مع لقطات سريعة لخطوات تحضيرها، وصولاً إلى إنتاج مقاطع مشتركة بين المؤثرين والمطاعم والمقاهي لضمان انتشارها على أوسع نطاق.

وقد شهدت السنتان الماضيتان سطوع نجم عدد من المؤثرين في هذا المضمار، وفيهم أفراد لم يتوقع بعضهم أن تكتسب مقاطعهم شعبية واسعة أو أن يصل بهم الأمر إلى توقيع عقود إنتاج مع مجلات مرموقة أو قنوات تلفزيونية ذائعة الصيت. ومما يُحسب لتطبيق ومنصة تيك توك حداثتها وقربها من جيل الألفية وما بعده، وهو ما يجعلها مثالية جداً لمخاطبة أبناء هذا الجيل وجذبهم والتواصل معهم بلسانهم. 

5. المزيد من التكنولوجيا

 فودكس صيحات الطعام 2022

لم تكن التكنولوجيا مشهداً حاضراً بقوة في مجال المطاعم والمقاهي سواء بالنسبة لروادها أو مشغليها، باستثناء شاشات الطلب التقليدية وأرقام الزبائن في أحسن الأحوال. إلا أن ظروف الجائحة ومتطلباتها أملت شروطاً جديدة جعلت القيام بأمر هذه المؤسسات وضمان استمراريتها يكاد يكون مستحيلاً دون الاستثمار في الأدوات التكنولوجية المتاحة والمستحدثة لمواكبة العصر والتصدي للتحديات الطارئة.

وكما أسلفنا في السابق، فإن نزوع قطاع كبير من الناس لتجنب صالات المطاعم وجلسات المقاهي أجبر تلك المؤسسات على إطلاق مواقعها الإلكترونية لعرض ما لديها من أصناف وإتاحة الطلب عبر الإنترنت (أونلاين). كما أن الرغبة في منع الازدحام وتوفير أجواء آمنة لمرتادي المطاعم جعل أصحابها يُقبلون على استخدام القوائم الرقمية المدعومة برموز الاستجابة السريعة لتسهيل تصفح الخيارات عبر الجوال الخاص دون لمس قائمة طعام ورقية وصولاً إلى الدفع من الطاولة دونما حاجة إلى الوقوف أمام الصندوق (الكاشير) ومخالطة مزيد من الناس. 

ليس هذا فحسب، بل إن رغبة المطاعم والمقاهي في استدراج المزيد من العملاء جعلها تطلق برامج ولاء مبتكرة تساعد في جمع بيانات روادها ومعرفة تفضيلاتهم، وتتوجه نحو الإيصالات الرقمية بدلاً عن الورقية حفاظاً على البيئة ودعماً لجهود التسويق، وتحاول الاستفادة من تطبيقات ذكاء الأعمال لاستكشاف مواطن الهدر وفرص النمو والتعامل معها بما تقتضيه من سرعة وحنكة تجارية. 

ختاماً، فإن ما نراه من تغيرات مرشح للبقاء والمزيد من التطور في اتجاهات قد يصعب التنبؤ بها من الآن. وأفضل ما يمكن القيام به الآن هو التعرف على أحدث تكنولوجيات إدارة المطاعم والاشتراك مع مزود خدمة موثوق يكون شريكاً حقيقياً لك في رحلتك التجارية وراعياً لمسيرتك نحو مزيد من التألق والنجاح.