شهد قطاع المطاعم في السنوات الأخيرة، سواء في الشرق الأوسط أو العالم بشكل عام نمواً وطلباً متزايدًا على تقنيات الخدمة الذاتية، وعلى رأسها أكشاك الطلب الذاتي. ومع هذا الانتشار، يظهر غالبًا مفهوم خاطئ وشائع بأن هذه الأكشاك جاءت لتحل محل الوظائف البشرية، مما يثير مخاوف حول مستقبل العاملين في قطاع المطاعم. إذ يتصور البعض أن التكنولوجيا تهدف إلى استبدال الأيدي العاملة وتقليص عدد الموظفين في المطاعم.
ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا، فأكشاك الطلب الذاتي لا تُعد بديلاً عن الموظفين، بل هي أداة قوية مُكملة لعملهم، فهي تساعد على تحرير الموظفين من المهام الروتينية، مثل أخذ الطلبات وتلقي المدفوعات، مما يتيح لهم التركيز على تقديم خدمة عملاء أفضل وأكثر جودة.
ومن المتوقع أن يحقق سوق أكشاك الطلب الذاتي في الشرق الأوسط وأفريقيا إيرادات قدرها 3,767.2 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، لتسجل معدل نمو سنوي مركب قدره 9.2٪ من عام 2025 إلى عام 2030.
تبديد الخرافة: الأكشاك مقابل العاملين
تُثير فكرة الأتمتة في المطاعم والتقنيات الحديثة، مثل أكشاك الطلب الذاتي في المطاعم، مخاوف طبيعية ومشروعة حول فقدان الوظائف وإحلال الآلة محل الإنسان. ومن الطبيعي أن يقلق البعض من أن هذه التقنيات قد تؤدي إلى تقليص الحاجة للموظفين مما يهدد استقرارهم المهني ومستقبلهم الوظيفي في قطاع المطاعم.
ولكن على الصعيد الآخر، الاستعانة بتكنولوجيا المطاعم مثل نظام إدارة المطعم وأكشاك الطلب الذاتي توفر مميزات كبيرة لأصحاب المطاعم والموظفين.
كيف غيّرت أجهزة الطلب الذاتي دور العاملين في المطاعم
تحويل دور الموظفين نحو تحسين تجربة العملاء
مع استخدام أكشاك الطلب الذاتي، يتخلص الموظفون من المهام الروتينية مثل تسجيل الطلبات والدفع للتركيز على خدمة العملاء وتحسين تجربة العملاء. فيمكنهم الترحيب بالعملاء وتقديم الدعم وتوصيات مخصصة، وحل المشكلات بسرعة، ومتابعة جودة الخدمة والنظافة، وغيرها.
فرص تطوير مهارات الموظفين مع التحول الرقمي
التحول نحو أكشاك الطلب الذاتي يفتح المجال أمام العاملين لتطوير مهاراتهم في مجالات أكثر قيمة. فمثلاً يمكنهم اكتساب خبرة في الدعم التقني أو خدمة العملاء من خلال حل المشكلات البسيطة، وتحسين مهارات التواصل والتفاعل، إلى جانب إتقان فن التعامل مع العملاء باحترافية. كما تبرز فرص للترقي المهني نحو أدوار إشرافية أو أكثر قيمة تركز على إدارة العمليات ومتابعة المخزون وتحسين الأداء.
يصبح العاملين سفراء لعلامتك التجارية
عندما يتحرر العاملين من قيود المهام المتكررة، يتحولون من مجرد مستقبلي طلبات إلى سفراء حقيقيين للعلامة التجارية. فهم يمثلون واجهة المطعم أمام رواده، وهم القادرون على ترك انطباع إيجابي لدى العملاء من خلال تفاعلاتهم المميزة.
خدمة أسرع = فريق عمل سعيد: مزايا أكشاك الطلب الذاتي
تُقدم أكشاك الطلب الذاتي مزايا عديدة ليس فقط للعملاء، بل للموظفين أيضًا، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل وجودة الخدمة المقدمة. فهي ليست مجرد حل لأخذ الطلبات، بل توفر عوامل تمكين حقيقية تُساهم في خلق تجربة عمل أفضل وفريق أكثر فعالية.
إليكم أهم المميزات:
تخفيف الضغط
خلال ساعات الذروة، تساعد أجهزة الطلب الذاتي في تقليل طوابير الانتظار في مطاعم الوجبات السريعة، كما تساهم في توزيع عبء العمل، مما يخفف الضغط عن الموظفين ويقلل من الأخطاء الناتجة عن سرعة التنفيذ.
تحسين بيئة العمل
تُمكن الأكشاك الفريق من التركيز على جودة الطعام، الحفاظ على نظافة المكان، وتقديم خدمة شخصية متميزة تعزز تجربة الضيف. وهو ما ينعكس بدوره على الروح المعنوية للموظفين، إذ تقلل من الإرهاق والملل، وتمنحهم شعورًا أكبر بالقيمة والدور الفعّال.
مهارات جديدة
تفتح هذه الأكشاك المجال لاكتساب مهارات جديدة في التقنية، وحل المشكلات، والتعامل الاحترافي مع العملاء، مما يدعم التطوير المهني ويُحسن بيئة العمل.
تحسين الدقة وتقليل التوتر
تُساهم الأكشاك الطلب الذاتي في رفع دقة الطلبات بشكل ملحوظ، حيث يُدخل العميل طلبه بنفسه، ما يقلل من الأخطاء الناتجة عن سوء الفهم أو الضغط وقت الذروة. ووضوح القوائم وتخصيص الخيارات يحسن من تجربة الطلب ويقلل من الشكاوى.
مميزات تسويقية
من أهم مميزات أكشاك الطلب الذاتي قدرتها على دعم التسويق، مثل إبراز أهم المنتجات أو أكثرها مبيعاً فهي تعمل كلوحة إعلانات كبيرة، كما يمكنها ترشيح وجبات أو إضافات للطلب تكون أكثر فعالية وإقناعاً عن تقديم الموظفين لنفس الترشيحات.
دعم الإدارة بالبيانات لاتخاذ قرارات أفضل
تعد الأكشاك مصدرًا غنيًا للبيانات التي يمكن استغلالها بهدف تحسين الأداء المالي والتشغيلي للمطعم. هذه البيانات تُقدم رؤى قيمة تُساهم في اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وفاعلية.
فالأكشاك تُسجل كل تفاعل، ما يوفّر بيانات لحظية حول تفضيلات العملاء وسلوك الطلب، مثل الأطباق الأكثر طلباً، وأوقات الذروة، ومتوسط الفاتورة كل عميل. هذه المعلومات تساعد العاملين من تقديم توصيات مخصصة بثقة، وتعزز فرص البيع الإضافي لتحسين تجربة العميل وزيادة الإيرادات. أما على مستوى الإدارة، فتساعد هذه البيانات على تحسين توزيع الموظفين، وتخطيط الورديات بكفاءة، وضبط المخزون بناءً على الطلب الفعلي، مما يرفع الكفاءة التشغيلية ويقلل الهدر.
الخاتمة
في الختام، من الضروري أن نُعيد التأكيد على القيمة الحقيقية لأكشاك الطلب الذاتي في المطاعم. فهي ليست مجرد أداة تكنولوجية لتحل محل الأيدي العاملة، بل هي تُمكن فرق العمل وتُحسن من كفاءة التشغيل. لقد حان الوقت لتبديد الخرافة السائدة بأن التكنولوجيا تهدد الوظائف ففي الواقع، هي تُعيد تشكيلها نحو الأفضل.
لقد رأينا كيف يتطور دور موظفي المطاعم ويتغير في هذا العصر الرقمي. فلم يعد موظفو المطاعم مجرد متلقين للطلبات، بل تحولوا إلى مضيفين يركزون على تجربة الضيف الشاملة، ومدراء للعلاقات مع العملاء، ومحللين للبيانات، ومقدمي دعم.
باختصار، عندما يلتقي الموظفون المهرة بالتدريب المناسب، ويُدعمون بأدوات ذكية وتقنيات حديثة مثل الأكشاك الذاتية، فإن النتيجة الطبيعية هي تقديم تجارب طعام استثنائية للعملاء، وخلق بيئة عمل أكثر إيجابية وكفاءة للفريق.
إذا كنت تريد معرفة المزيد عن أكشاك الطلب الذاتي للمطاعم وكيف يمكنك إضافتها لمطعمك، تواصل معنا في فودكس!
