صوّب قطاع الضيافة اتجاهاته في السنوات القليلة الماضية نحو النجاة من الأحداث المؤسفة الأخيرة. لكن الأمور بدأت تعود إلى سابق عهدها ولو ببطء. مع قدوم العام ٢٠٢٣، تشير التوقعات إلى إمكانية تعافي قطاع الضيافة بشكل كامل من تداعيات الجائحة.
ترتكز اتجاهات المطاعم في العام المقبل على ٣ أولويات أساسية:
١- استكمال عملية التعافي من الجائحة من خلال اعتماد تقنيات رقمية وخفض التكلفة.
٢- توفير خيارات صحيّة في لوائح الطعام.
٣- اتخاذ إجراءات ومبادرات صديقة للبيئة.
في هذا المقال، نعرّفك إلى ٧ اتجاهات للمطاعم في العام ٢٠٢٣. استعد! سننطلق.
1- الموسيقي الحيّة في المطاعم
من المعلوم أنّ الموسيقى هي المبدّل الأسرع لمزاج الإنسان على الإطلاق. نستخدم الموسيقى في شتّى نواحي حياتنا، وبالطبع نستمع إليها في المطاعم لصنع جو جميل ودافئ. نلاحظ مؤخراً أنّ الموسيقى الحيّة تزداد شعبيتها بين المطاعم وقد نالت هذه الخطوة إعجاب الناس! اعتمدت مطاعم مثل Jazz@Pizza في دبي وMyazu في الرياض والكثير غيرها، برامج للموسيقى الحيّة لإضفاء الحيوية إلى أجوائها ولجعلها مثيرة للاهتمام.
يمكنك إدخال الموسيقى الحيّة وحتّى العروض الكوميدية والأفلام إلى برنامج مطعمك مرّة في الأسبوع أو أكثر. احرص على اختيار فرق موسيقية ومؤدّين يتماشون مع نمط مطعمك. هذه الصيحة ستساعدك على استقطاب زبائن جدد، وربّما زبائن أوفياء.
2- العملة الرقمية تشق طريقها الى المطاعم
هل تعلم أنّ بعض المطاعم بدأت تقبل الدفع بالعملة الرقمية؟ في العادة، لا تكون المطاعم سبّاقة في اعتماد أحدث التقنيات، لكن العكس صحيح في ما يتعلّق بالعملة الرقمية. بعض المطاعم مثل أنتيكا في دبي، تقبل الدفع بالعملات الرقمية Bitcoin وEthereum وLitecoin وBitcoinCash، من خلال ترميز رقمي خاص بالمحفظة الرقمية.
لا تزال هذه التقنية في نشأتها، لكن من المتوقع أن تصبح اتجاهاً سائداً في الأعوام القليلة المقبلة. لذا من المجدي أخذ هذه الخطوة بعين الاعتبار للتماشي مع التطوّر.
3- اجعل مطعمك صديقاً للبيئة
يتخّذ قطاع الضيافة في الشرق الأوسط إجراءات مهمّة في ما يتعلّق بالحفاظ على البيئة. تتضمّن بعض هذه الإجراءات النقاط التالية:
١- التوقف عن استعمال البلاستيك غير القابل لإعادة الاستعمال.
٢- اعتماد إضاءة وأجهزة موفرة للطاقة.
٣- استعمال مواد صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير.
٤- اعتماد مصادر طاقة تحدّ من إصدار الكربون مثل الطاقة الشمسية.
هذه الإجراءات هي خطوات بالاتجاه الصحيح للحفاظ على البيئة من دون التأثير على تجربة العملاء.
4- إضافة خيارات صحية الى قائمة الطعام
ازداد عدد الأشخاص الذين يعتمدون نمط حياة صحي بشكل كبير خلال الأعوام القليلة الفائتة، وبات أصحاب المطاعم مدركين لهذا الواقع. بدأت المطاعم تقدّم أطباقاً تتماشى مع أنظمة غدائية متعددة أصبحت معتمدة كثيراً من قبل جيل الصاعد. نذكر منها النظام الخضري ونظام الكيتو على سبيل المثال. يمكن تحديد سعر مرتفع نسبياً لهذه الأطباق، وذلك لن يقلل من نسبة الطلب عليها. تعتمد بعض المطاعم أيضاً عدداً من المكوّنات العضوية، وتلك الخالية من المواد المعدّلة وراثياً، بالإضافة إلى خيارات صحيّة اعتيادية بغية استمالة هذه الفئة من الزبائن.
5- وجبة البرنش لم تعد حكرًا على نهاية الأسبوع
يمكننا الإجماع على أنّ وجبة البرنش لذيذة، فلمَ نقتصرها على أيّام نهاية الأسبوع؟ الكثير من المطاعم والمقاهي جعلت من البرنش وجبة أساسيّة من وجباتها اليومية. كانت دبي في طليعة البلدان العربية التي اعتمدت هذا المفهوم، ومن الواضح أنّ المدن العربية الأخرى تتبع خطاها. ما يجعل البرنش مميزاً في هذه المدن، هو تنوّع القطاع المطبخي لتنوّع الجنسيات القاتنة فيها ولكثرة الاستثمارات الخارجية.
بات البرنش من الصيحات الرائجة بحيث يتهافت الجميع لحجز الطاولات في المطاعم في آخر ساعات الصباح للاستمتاع بها مع الأصدقاء. إن كنت لم تُدخل ثقافة البرنش إلى مطعمك بعد، هذه هي الإشارة التي كنت بانتظارها!
6- بدء هيمنة أجهزة الطلب الذاتي
من البديهي أنّ الاستحداث يحسّن الأداء، وفي عصرنا هذا، يبحث الناس دائماً عن خدمات أكثر سرعة وهذا لا يستثتي خدمة المطاعم. يعتمد جيل الألفية كثيراً على التكنولوجيا للتسوّق، حتّى أنّهم باتوا يعتبرون الطرق التقليدية للطلب مزعجة بعض الشيء.
كانت مطاعم الوجبات السريعة مثل ماكدونلادز أوّل من اعتمد أجهزة الطلب الذاتي، وقد أثبتت هذه الأجهزة قدرتها على تحسين تجربة العملاء وزيادة الأرباج وتعزيز الإنتاجبة وتخفيض التكاليف. سرعان ما أدرك أصحاب المطاعم فوائد هذه التقنية وبدأوا باعتمادها في مطاعمهم ومقاهيهم. من المتوقع أن يبلغ معدّل النمو لأجهزة الطلب الذاتي ٨٫٦٪ من العام ٢٠٢٠ حتى العام ٢٠٢٧.
إن كنت لم تضمّن أجهزة الطلب الذاتي في مطعمك بعد، وأنت تبحث عن الخيار الأفضل، توقف عن البحث واستثمر في جهاز Foodics Kiosk الآن!
7- لوائح الطعام البسيطة هي الأفضل
كان المفهوم السائد أنّ لوائح الطعام الأكثر تنوّعاً وتلك التي تتألّف من صفحات لامتناهية تجعلك تعيد النظر في حياتك، هي الخيار الأفضل. لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك.
أدرك أصحاب المطاعم والزبائن أخيراً أنّ لوائح الطعام القصيرة تدرّ بأرباج أكبر للمطاعم، وتؤمّن جودة أفضل وطعم ألذ للزبائن. يمكن للائحة الطعام القصيرة أن تقلل من الهدر ومن تكلفة المكوّنات، كما وأنّها تسمح للطهاة بابتكار أطباق ألذّ وأفضل جودة. تقتصر لائحة الطعام لدى بعض المطاعم على طبق أو ٣ أطباق يشتهر بها المطعم، وتعدّ هذه المطاعم بالإجمال أكثر نجاحاً من غيرها. ليس من الضروري أن تحدّ من خياراتك إلى هذا الحد، لكن ابقِ لائحتك بسيطة.
بإيجاز، تصبو اتجاهات المطاعم في العام ٢٠٢٣ إلى تحسين تجربة العملاء وتخفيض الكلفة والتخفيف من الكم الهائل من الكربون الذي يهلك البيئة. إنّها خطوات إيجابية عليك أخذها بعين الاعتبار في العام الجديد.
